الشارقة (أبوظبي)

نظّم بيت الشّعر بالقيروان، أمسية أدبيّة، دارت حول كتاب «العروض والشعرية» للدكتور مهدي المقدود، الذي يبحث في نظام الوزن ووظيفته ودلالته في التّراث العربي، واكبها جمهور من أهل الأدب والفكر والثقافة وأصدقاء البيت، وأدار هذه الأمسية الدكتور حاتم الفطناسي.
وقال المقدود، في حديثه عن كتابه: «أنّه أطروحة تأسيسيّة بالمعنى العميق للكلمة، تفيض على حوافّ المنظومات العروضيّة والإيقاعيّة والمعرفيّة، مبرزاً أنّ منجزه العروضي يشكّل مدخلاً إلى قراءة الشّعريّة العربية القديمة، سواء في النّص الأم أو النّص المحدث، حيث يمكن أن يُقرأ التحوّل النّوعي عند المحدثين والمولّدين في سياق نظام الوزن، من حيث هو نظام رياضي كتابي».
وألقت بعد ذلك، الشاعرة نجوى الدّوزي، مجموعة من قصائدها من ديوانها، الذي يحمل عنوان «لا قلب لي»، والتي تميّزت بمعانيها المفعمة بالمعاني الرّاقية وجمال اللغة ورقة الأسلوب وخفّة الإيقاع، وهي عناصر حيويّة أضفت عل نصوصها ألقاً وإبداعاً كبيرين.
كما أقامت دار الشعر بتطوان، أمسية شعرية في مركز تطوان للفن الحديث، بعنوان «ليلة أشعار الهايكو»، وأدار مدير دار الشعر مخلص الصغير الأمسية، مستهلاً بقوله: أن الهايكو شعر ياباني، كان المغاربة سباقين إلى استنباته في أراضي الشعر العربي. وهذا دليل على أن ما يُحسب للشعرية المغربية، أولاً، هو هذه القدرة على الانفتاح».
وأضاف: «أن ليلة الهايكو أشبه ما تكون بقصيدة هايكو، فكما تتكون قصيدة الهايكو من ثلاثة أسطر، تتشكل ليلة الهايكو من ثلاثة فنون هي الشعر والتشكيل والموسيقى».
وتابع حديثه: أن الهايكو «لحظة فرح، ومشهد محبة، كما يشبه الهايكو ابتسامة نهر أو غيرة فراشة»، وهو عنده «انفعال، دهشة، حيرة، وكل إحساس رائع يحدث في لحظة واحدة».
واستهل الشاعر سامح درويش الأمسية، وهو أحد أقطاب «شعر الهايكو» في المغرب والعالم العربي، وهو يردد «بركة صافية/ العصافير تحلق في الأعماق»، أو حين يقول «من دون ترخيص/ تتجمهر/ أوراق الخريف»، بينما يقول في قصيدة هايكو ثالثة: «النافورة/ ياللمكيدة/ لتعذيب الماء».
وقرأت فتيحة واضح، قصائد هايكو، ومنها «في قاع النهر/ لا أرى قمراً: أرى وجهي يبلله الماء».
أما أسعد البازي، وهو في طليعة الذين كتبوا قصيدة الهايكو في المغرب، فحمل في يده مصباح الشعر، وهو يردد: «المصباح في يدي/ بشغف/ أنتظر سقوط الظلام».
وعلى إيقاع الكمان، صدحت الشاعرة هدى بنادي، بهايكو جديد، ومنه: «أمهليني أيتها العصافير الدورية/ أحمل حقائبي/ ونرحل معاً».
واكتملت أجواء الأمسية، بلوحات الفنان التشكيلي عبد الكريم الوزاني، حيث يقام معرضه الفني في مركز تطوان للفن الحديث حالياً.